رغم اننى كنت قد قررت عدم الكتابة فى شهر رمضان الفضيل ، ومقاطعة جميع مواقع التواصل الإجتماعى عبر الآنترنت للتفرغ للعبادة ، عسى الله أن يرحمنا ويمن علينا بفضله وكرمه ونكون من المغفور لهم فى شهر الغفران والرحمات والبركات .
لكن ما جعلني أكتب اليكم اليوم ما تعرضت له مساء أمس من "ضياع نعالي" ، فلم أجده بعد انتهاء صلاة التراويح عند خروجى من المسجد ، وفشلت جميع المحاولات في الحصول عليه ، لكن : ربما قام الأطفال بالعبث به وهم يلعبون أثناء صلاتنا للتراويح .
دائمًا ما نشاهد خلال شهر رمضان الفضيل اصطحاب المصلين لأطفالهم الصغار للمسجد، رغبة في الحصول على الثواب والاندماج لساعات في تلك الأجواء ، ونلاحظ ذلك كل يوم وفي معظم المساجد ، وخاصة مصليات النساء خلال شهر رمضان الكريم لأمهات يصطحبن أطفالهن إلى المسجد ويطلقن العنان لهم فيسرحون ويمرحون ويعبثون ، ويتخذون المسجد مكانا للعب وكأنه منتزه أو حديقة عامة ، ويعبثون ببرادات المياة وبالأجهزة الكهربائية كالمراوح والمكيفات ، وإيضا إزعاج المصلين بالتشويش عليهم وقطع صلاتهم بالمرور من أمامهم أو إحداث أصوات تؤدي إلى تشتيت أذهان الراكعين الساجدين، ومن ثم يذهب الخشوع عن المصلين، وغالباً ما يحصل هذا في صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.
والمتأمل في واقع كثير من المسلمين في مسألة اصطحاب الأطفال إلى المساجد يلاحظ أنهم ما بين رافض ومؤيد في التعامل مع هذا الأمر، فبعض المصلين يرفض اصطحاب أبنائه إلى المسجد رفضاً قاطعاً، ويرى في الأمر خطأ كبيرا ، والبعض الأخر يطلقون العنان لأطفالهم دون ضوابط ولا رقيب .
من وجهه نظري الشخصية : لا أوافق على منع اصطحاب الأطفال ،لأن عدم اصطحاب الأطفال إلى المساجد أو اصطحابهم بغير ضوابط، كلاهما سلوك مرفوض ولا يتفق مع النصوص الشرعية ولا مع ما ثبت من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأطفال في المساجد ، ودعوته وحثه في أحاديث كثيرة على اصطحاب الأطفال الى المساجد ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي في المسجد فيخفف الصلاة رحمة بأمه ، وورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التى تحث على اصطحاب الأبناء الى المساجد لكى يتعلموا الصلاة وأمور دينهم ، ولأن في عدم اصطحابهم الى المسجد منذ الصغر ضرر بالغ ، فربما كبر الابن وهو لم يتعود على المسجد ولا تردد عليه فينشأ وليس للمسجد قيمة في نفسه .
لكن كل ما نريد أن ننصح به أنفسنا وننصح به الآباء والأمهات هو استهداف الأطفال منذ وقت مبكر بالتربية الصحيحة والتوجيه السليم في ترسيخ قيمة المسجد وقدسيته وبيان حرمته، وأنه بيت الله تعالى ولا يجوز فيه اللعب ولا رفع الأصوات ولا يجوز تلويثه ولا العبث بما بداخله من مصاحف ولا برادات مياة ولا مكيفات ، أو بخارج المسجد كالنعالات أو السيارات ونحو ذلك من أغراض المصلين .
وثانياً: على الوالدين أن يجعلوا أولادهم إلى جوارهم في الصلاة، وألا يتركونهم يعبثون داخل المسجد أو يتجولون بين الصفوف، والجلوس إلى جوار الأب أو الأم .
ثالثا : على الأباء والأمهات ضرورة مراعاة الشقين بأن يتم اصطحابهم في صلاة قصيرة كصلاة المغرب، أو الظهر وصلاة العيد ويحثوا فيهم أداب وأخلاق دخول المسجد حتى يرتبطوا بالمسجد، وفي الوقت نفسه لا يتم اصطحابهم إذا كانوا أطفالًا صغار أو كثيري الحركة ويثيروا صخبًا فيؤذون المصلين.
وأخيرا : ضياع نعالى من أمام المسجد أمر بسيط بالنسبة لى ، في النهاية هو نعال أو كما يقولون " جزمة " ، فلا قيمة له ، لكن الأمر يثير العديد من علامات الاستفهام ، التى يجب أن نتوقف عندها ، ومنها على سبيل المثال: ما الذى يمكن أن يدفع طفل صغير أو شابا تافهًا من التافهين- وما أكثرهم الأن بالمساجد إلى مد يده على- لا مؤاخذه " شبشب"
ربنا يعوضنى خيرا ...... وللحديث بقية
0 comments:
إرسال تعليق