• اخر الاخبار

    السبت، 31 أغسطس 2019

    ثقافاتٌ ورؤى ..دراسة عن : " الهجرة النبوية خطٌّ أحمر "بقلم واعداد د. أحلام الحسن.

    ثقافاتٌ ورؤى ..بقلم واعداد محمد/د. أحلام الحسن.." الهجرة النبوية خطٌّ أحمر "

    (( لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِين ))
    تعددت ثقافات الشعوب ورؤاهم، وعاداتهم واعتقاداتهم، بمختلف دياناتهم ومذاهبهم بين الحقيقة والخيال، وبين الخرافات والأوهام، وبين الصلاح والإجرام وطقوسٍ غريبةٍ ..
    وبعيدًا عن هذا كلّه والذي يستغرق البحث فيه أطنانًا من الورق والكتب، وسنينًا لا عدّ لها من البحث، سأتطرق في مقالي المختصر هذا على المحور الإساسي في هذه الثقافات والرؤى والمعتقدات بالدول الإسلامية المتعددة، والتي باتت تتسع فيها تلك الثقافات والمعتقدات مابين مستقيمةٍ وسقيمةٍ وعقيمة،ٍ وسنةٍ وبدعة .. وللأسف نجد أنّ كثيرًا من الأقلام التي تحاول إصلاح تلك الرؤى والمعتقدات تضع المؤمن العاقل والجاهل المركّب والمشرك والمسلم الضال كلهم في سلّةٍ واحدةٍ وتضع يافطةً عريضةً عليهم تصفهم بالكفر والشرك وما إلى ذلك غير مميزةٍ بين السليم والعقيم .. فكلّ من يزور مرقدًا من مراقد الأولياء يعدّ في نظر هؤلاء مشركا، وأقول لهم بعض الحقّ في ذلك وليس كلّ الحقّ، نظرًا لاختلاف نوايا الناس ومعتقداتهم..
    وهنا يطرح سؤالٌ نفسه؟ 
    لماذا لا يُعدّ من يزور قبر النبي " ص" وقبر أبي بكر وعمر "رض" مشركًا ؟ 
    ولماذا لا يعدّ من يزور قبر الخليفة عثمان "رض" بالبقيع مشركًا ؟ 
    ولماذا يعدّ من يزور أهل البيت "رض" مشىركًا "وأقصد آل رسول الله لا سواهم" ؟ 
    وهناك أيضًا من يزور قبور بعض الأنبياء عليهم السلام وتختلف النظرة لزوارهم بين تهمة الشرك وعدمه ..
    نعم هناك منكراتٌ تحدث في بعض الدول عند قبور أولياء لا يعرف لهم تأريخٌ واضح
    وهي التي يجب أن يحكم عليها بالضلالة والشرك ، لا على المؤمن الزائر العاقل المعتبر ..
    وأمثلة هذه الضلالات الفكريةوهذه المعتقدات الخطيرة كثيرة جدًا ، وتزداد دروتها في الأيام الدينية المباركة مثل :
    عشرة ذي الحجة، أول محرم وعاشر محرم ، يوم العيدين، رمضان، المولد النبوي، وما شابه ذلك من الأيام المباركة .. ولم يعد يخفى ما آل عليه الكثير في المغرب حيث بلغت المزارات والأضرحة والخرائب الغريبة المئات! سيدي فلان وسيدي علان، ولست بصدد التعرض للصالحين حاشا لله، ولكن هناك الكثير من هذه الأضرحة مجهولة التأريخ، فضلا عن أن الحياة بها الكثير من الموتى الصالحين فهل نتخذ قبر كل صالحٍ وإن صدق صلاحا مقرًا لإقامات المنكرات عنده أو نترحم عليه ونعتبر بالموت بأنه نهايتنا ولله مآلنا..
    وأرجع لهذه المنكرات ولو بحث القارئ عنها لوجدها بالمئات صورا وفيديواتٍ وغيرها من القيام بطقوس أقرب للكفر منها للإيمان مثل : 
    ١- إبراز النساء شعورهن والرقص عند تلك الأضرحة ودق الدفوف والطبول والناي .
    ٢- ممارسة الشعوذة والسحر خصوصًا من قِبل النساء للسيطرة على قلب الرجل المطلوب أو ماله وما إلى ذلك، وفي الحقيقة أنّ هذا السحر له دوره الفعال في فعاليته وجدواه.
    ٣- الشرك التام باللّه واللجوء لمخلوقاتٍ تحقق لهم طلباتهن.
    ٤- تمّ العثور على كثيرٍ من السحر في بطون حيواناتٍ ميتةٍ نعوذ باللّه ..
    نعم لمثل هذا الشرك نضم صوتنا لمناهضه ..
    أما ما جاء بعنونة هذا المقال " الهجرة النبوية خطٌّ أحمر" أضع تحته أهم النقاط وهي :
    ١- ممارسة المنكرات فيها والرقص والسحر وما جاء أعلاه .
    ٢- إبتعاد المسلمون ولمئات السنين عن تأريخ السيرة النبوية الشريفة"ص" وعن تأريخ الهجرة الحقيقي وترك السنة النبوية عالمنا وجاهلنا للأسف الشديد.
    ٣- المواصلة على ترك التأريخ الحقيقي للهجرة النبوية ترك آثاره على الأجيال وحتى الآلآف من الكبار يجهلون تأريخ الهجرة النبوية!!! 
    لقد رضينا بالتأريخ الجاهلي قبل الهجرة وتركنا سنة رسول الله" ص" والتي كانت متبعة إلى ماقبل السنة السابعة عشرة للهجرة، ولئن غاب عن الماضين أو لم يحالفهم الصواب فلماذا نحن على آثارهم نسير وندع سنة رسول اللّه "ص" وسيرته!!
    مقالي هذا واللّه لهو دعوةٌ لإعطاء رسول اللّه حقه في هذا وعدم اجحافه إياه، وهنا أورد مصادر لحقيقة التأريخ الهجري والذي هو في الأول من ربيع الأول حيث وصل رسول"ص" للمدينة في الثاني عشر من ربيع الأول ، حيث قام ببناء مسجد قباء ذلك المعلم الإسلامي والتأريخي والذي أسمى القرآن تأريخ بنائه " أول يوم" .
    قيل: إنّ النبي هو أوّل من أمر بالتأريخ من يوم وروده المدينة المنورة في ربيع الأول ، فكان المسلمون يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه، إلى أن تمّت له سنة[5].
    وقال السهيلي: إن هذا التأريخ الذي بدأ به رسول الله إنما نزل به القرآن في قوله ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾ [6]، ويرى السهيلي أن هذا إقرار من القرآن في أن أول التأريخ يكون من ربيع الأول؛ ولأن الصحابة بدأوا التأريخ من الهجرة.[7]
    إن الإمعان في مراسلات النبيّ (ص) ومكاتباته التي هي مدرجة في الأغلب في كتب التاريخ والسيرة والحديث، وكذا غير ذلك من الأدلة يثبت أن النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، وكان يؤرّخ رسائله وكتبه إِلى امراء العرب وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة بالتاريخ الهجري. على عكس مما هو المشهور بين المؤرخين من أن عمر بن الخطاب جعل هجرة النبيّ (ص) مبدأً للتاريخ باقتراح وتأييد من أمير المؤمنين علي (ع) وأمر بأن تؤرخ الدواوين، والرسائل والعهود وما شابه ذلك في ذلك التاريخ.
    وهنا نموذج من تلك الرسائل النبوية المؤرخة بهذا التاريخ، ونحتمل أن تكون هناك أدلة اُخرى غير ما سنذكره هنا - أيضاً- لم نقف عليها.
    نموذج من رسائل النبيّ المؤرخة:
    طلب سلمان من النبيّ (ص) ان يكتب له ولأخيه (ماه بنداذ) ولأهله وصية مفيدة ينتفع بها، فاستدعى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عليّاً وأملى عليه اُموراً، وكتبها علي (ع)، ثم جاء في آخر تلك الوصية:وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في رجب سنة تسع من الهجرة"
    المعجزة الإلهية في غار ثور
    ان ما هو مسلّم به هو أن رسول اللّه (ص) أمضى هو وأبو بكر ليلة الهجرة وليلتين اخريين بعدها في غار ثور الذي يقع في جنوب مكة في النقطة المحاذية للمدينة المنورة. [9
    غار ثور مكان اختفاء النبي (ص) عن رؤية المشركين عند الهجرة
    و كان الذي يقفو لهم الأثر يدعى أبا مكرز فوقف بهم على باب حجرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فقال هذه قدم محمّد، فما زال بهم حتى أوقفهم على باب الغار فانقطع عنه الأثر فقال: ما جاوز محمد ومن معه هذا المكان، إِما أن يكونا صعدا إِلى السماء، أو دخلا تحت الأرض، فان بباب هذا الغار- كما ترون عليه- نسجَ العنكبوت والقبجة حاضنة على بيضها بباب الغار، [10] فلم يدخلوا الغار.
    يقول الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر الأسبق رحمه الله تعالى :
    خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجرًا من مكة إلى المدينة يوم الخميس ليلاً، لهلال ربيع الأول من السنة الثالثة عشرة من البعثة، وأقام ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غار ثور ثلاث ليال وخَرَج منه ليلة الإثنين ووَافَى المدينة لاثنتي عشرة ليلة خَلَت من الشهر.
    ولَمَّا وُلِّيَ الخلافة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ورأى مَسِيسَ الحاجة إلى توقيت الحوادث بتاريخ ثابت أَمَرَ باتخاذ الهجرة تاريخًا إسلاميًّا؛ لأنها أهم حادث في الإسلام فرَّق بين الحق والباطل وأَعَزَّ الله به الإسلام وانتشرت به الدعوة في الجزيرة واشتدت به سواعد المسلمين .
    وكان ذلك سنة سبع عشرة من الهجرة النبوية، وجعل التاريخ من مستهل شهر المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه. ومن هذا التاريخ أصبح التاريخ الهجري شعار الدولة الإسلامية، وأصبح مبتدأ السنة الهجرية شهر المحرم.
    صل محمد قباء يوم الاثنين 8 ربيع الأول، أو 12 ربيع الأول،فنزل على كلثوم بن الهدم، وجاءه المسلمون يسلمون عليه، ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف وأقام علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدّى الودائع التي كانت عند محمد للناس، حتى إذا فرغ منها لحق بمحمد فنزل معه على كلثوم بن هدم. وبقي محمد وأصحابه في قباء عند بني عمرو بن عوف 4 أيام، وقد أسسمسجد قباء لهم، ثم انتقل إلى المدينة المنورة فدخلها يوم الجمعة 12 ربيع الأول، سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م،وعمره يومئذٍ 53 سنة. ومن ذلك اليوم سُميت بمدينة الرسول، بعدما كانت تُسمى يثرب..
    كان الأنصار يخرجون كل يوم إلى الحرة ينتظرون النبي، فإذا اشتد حر الشمس رجعوا إلى منازلهم، فلما كان يوم 12 ربيع الأول خرجوا على عادتهم فلما حمي الشمس رجعوا، فصعد رجل من اليهود على أطم من آطام المدينة، فرأى النبي محمد وأصحابه فقال: «يا بني قيلة! هذا صاحبكم قد جاء هذا جدكم الذي تنتظرونه» فثار الأنصار إلى السلاح ليستقبلوا النبي.
    فعن عروة بن الزبير قال: «أن رسول الله لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام (إلى مكة)، فكسى الزبيرُ رسول الله وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: «يا معشر العرب، هذا جدكم الذي تنتظرون»، فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله صامتاً، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمسُ رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناسُ رسولَ الله عند ذلك، فلبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله، ثم ركب راحلته وسار يمشي معه الناسُ حتى بركت عند مسجد رسول الله بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربداً للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله المنزل»، ثم عاد رسول الله الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً، فقالا: «بل نهبه لك يا رسول الله»، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا .
    تأريخ الخليفة الثاني عمر"رض" للسنة الهجرية
    ان النبي محمد قد أمر بالتأريخ بعد قدومه إلى يثرب، وقد حدث هذا التأريخ منذ العام الأول للهجرة، كان النبي يُرسل الكتب إلى الملوك والأمراء ورؤساء القبائل المختلفة بتاريخ الهجرة.
    وفي سنة 17 هـ اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب التأريخ بداية من غرة شهر محرم من العام الأول للهجرة النبوية، ومما ذُكر في سبب اعتماد عمر للتاريخ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: «أرخ بالمبعث»، وبعضهم: «أرخ بالهجرة»، فقال عمر: «الهجرة فرقت بين الحق والباطل»، فأرخوا بها، فلما اتفقوا قال بعضهم: «ابدءوا برمضان»، فقال عمر: «بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم»، فاتفقوا عليه.وفي رواية أخرى أن أحدهم رفع صكًا لعمر محله شهر شعبان، فقال: «أي شعبان، الماضي أو الذي نحن فيه، أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئًا يعرفون فيه حلول ديونهم»، فيُقال إنه أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال: «أرخوا بتاريخ الروم من زمانالإسكندر»، فكرهوا ذلك، وقال قائلون: «أرخوا من مولد رسول الله»، وقال آخرون: «من مبعثه عليه السلام»، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث. فاستحسن ذلك عمر والصحابة، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها.
    المصادر: 
    التصور الحقيقي للوطن من خلال الهجرة النبوية "ص".. منصور باوادي
    في ظلال الهجرة النبوية راغب السرجاني
    نداء الإيمان شرح صحيح البخاري
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ثقافاتٌ ورؤى ..دراسة عن : " الهجرة النبوية خطٌّ أحمر "بقلم واعداد د. أحلام الحسن. Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top