يا ربيعًا ما عادَ فيهِ ربيعُ
بعد أن صارَ الغدرُ فينا المبِيعُ
وودادًا أحوالهُ كم تدانت ْ
من بقايا أوطانِ شعبٍ يضيعُ
في زمانٍ من هولِهِ قد سقانا
وضميرٍ في كُلّ ِ شرّ ٍ ضليعُ
من هدايا ذئبٍ دمًا أغرقونا
رهنُ ريحٍ ذاكَ الأمانُ الوديعُ
عانقتهُ الأيّامُ ظُلمًا حوتهُ
في تجنّ ٍ ذعرًا حقيرًا تُشيعُ
ألفُ آهٍ أدمتْ جفونًا تسامت
كُلّ شيءٍ عند الضّحايا وجيعُ
من رمالٍ كانت قصورُ الأماني
قد تساوت فالكلُّ فيها ضجيعُ
ووجودٍ أمجادهُ في هوانٍ
طالما غابَ الرّشْد عنهُ تضيعُ
كغثاءِ السّيلِ الذي دونَ جدوى
عذبُ قولٍ والسّمُّ فيهِ نقيعُ
لا تلُمني أن لم أجد قوتَ يومي
لا تلُمني لو قُلتُ ماتَ الجميعُ
من ضياعٍ أوزارهُ مزّقَتنا
قد تداعت أيدٍ وقال الشّفيعُ
من كيدِ حربٍ لُعبةً دمّرونا
من فتنةٍ شبرّا فشبرًا تُذيعُ
من شظايا أدوارُها في اختيالٍ
كم تدلّتْ والكلُّ فيها نزيعُ
خلفَ أوهامٍ سارعوا ما تأنّوا
قد أضاعوا رُشدًا إذا لم يُطيعوا
نحنُ من ذاقَ المُرَّ فيهِ مِرارًا
من جهولٍ أو مُغرضٍ كم يُشيعُ
دجلٌ في أفعالهِ كم يُماري
من مراءٍ والفكرُ فينا المُطيعُ
دونَ رأيٍ ننساقُ دون اعتراضٍ
مثلما يُمضي للفناءِ القطيعُ
من مراسيم الموتِ شمعًا صنعنا
فاحترقنا والكلُّ فينا وجيعُ
كم نظرنا للكونِ مامن زهورٍ
هل سنجني وردًا ويأتي الرّبيعُ !
**بحرُ الخفيف
0 comments:
إرسال تعليق