هل عدنا إلى أيام المكتب الثاني ” سؤال طرحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر” تويتر” بعد الحديث عن مداهمة نفّذها عناصر جهاز أمن الدولة لمبنى جريدة ” الأخبار ” لمراقبة شرائط فيديو كاميرات المراقبة لمعرفة زوار الجريدة وللتحري عن مكان سكن رئيس مجلس ادارة الجريدة الصحافي إبراهيم الأمين.
وجاء في سؤال جنبلاط “هل صحيح ان دورية من أمن الدولة أتت لمداهمة مكاتب الأخبار؟ هل عدنا الى أيام المكتب الثاني واليوم أصبح في لبنان ثاني وثالث ورابع؟ هل عدنا إلى عهد الوصاية؟ كيف يمكن القبول باستباحة الصحافة وغداً كل الحريات الفردية والشخصية؟ وأين موقف الاحزاب وكبار الساسة والمدافعين عن الحريات؟”.
وتأتي مداهمة مبنى جريدة ” الأخبار ” بعد دخول عناصر أمن الدولة بطلب من وزير الخارجية جبران باسيل الى قصر بسترس مقر وزارة الخارجية للتحقيق مع عدد من الدبلوماسيين اللبنانيين في تسريب محاضر اجتماعات لوزراء لبنانيين حصلت في واشنطن ومن قام بهذا التسريب، وهو ما استدعى استهجاناً من قبل بعض السياسيين والصحافيين، وعنونت صحيفة ” الأخبار ” على صدر صفحتها الأولى ” باسيل يهين الدبلوماسيين”. واضافت ” دخل اعضاء الجهاز إلى وزارة الخارجية كما لو أنّهم يبحثون عن مطلوبين إرهابيين. أُهين السلك الدبلوماسي، وكُسرت هيبته، واعتُدي على خصوصيات السفراء، من دون العثور على دليل واحد على التهمة التي يريد باسيل إلباسها إلى عدد من السفراء “.
وتعليقاً على مداهمة مبنى ” الأخبار ” صدر عن المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة البيان الآتي: “تناقلت بعض وسائل الإعلام خبراً مفاده أنّ عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة قد داهمت مبنى جريدة الأخبار.. يهمّ المديرية العامة أن توضح أن هذا الملف قد أصبح في عهدة القضاء المختص، وأن كل أعمال التحقيق كانت بإشارة منه وضمن الأصول القانونية المعمول بها “.
وقد سخرت الصحيفة من خبر المداهمة، ونشرت على صفحتها الأولى صورة للوزير باسيل كتب عليها ” بدري أبو كلبشة ” في اشارة الى اسم الممثل السوري في مسلسلات غوّار الطوشي.وكتبت الصحيفة ” للوهلة الأولى يبدو الأمر مزحة أو مقلباً كوميدياً في برنامج الكاميرا الخفيّة، أو مشهداً من أحد الأفلام اللبنانية «التيرسو» التي تغزو الصالات هذه الأيام. لكنّ ذلك للأسف حدث بالفعل. جاء «المفتش كولومبو» إلى العمارة التي تقع فيها مكاتب جريدة «الأخبار»، في مهمّة استقصائيّة سريّة وخطيرة للغاية على ما يبدو. بالتزامن مع عملية حصار «قصر بسترس» يوم الإثنين الماضي، بجنود ملثمين من النوع الذي نشاهده في العمليات الأمنيّة العالية الخطورة، كان عناصر من مديريّة أمن الدولة ينسلّون إلى «الكونكورد» بحثاً عن شيء غامض لا نعرفه. توجّهوا إلى إدارة المبنى، طلباً لتسجيلات الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة. لا بد أنه خطب جلل يتعلّق بالأمن القومي. امتثلت إدارة المبنى، وعرضت ما تملكه من تسجيلات تعود إلى الأيّام الثلاثة الماضية. لكن الشباب الطيبين خاب أملهم. ومضوا بخفّي حنين، بعدما تثبتوا من أن التجهيزات الالكترونية في الكونكورد ذاكرتها قصيرة فعلاً… كما شعرنا في اليومين الماضيين بحركة غريبة حول مكاتبنا، قد تكون عمليات تقصّ ومراقبة أمنيّة لتحركات المحررين والموظفين والزوار. في الوقت نفسه عرفنا أن عناصر أخرى تتحرّى عن منزل رئيس تحريرنا الزميل إبراهيم الأمين، وأخذها التيه إلى عناوين قديمة. عساهم لم يحاصروا منزله القديم على طريقة «أبو نادر». نعم نحن أقرب إلى «ضيعة ضايعة» منّا إلى فضيحة «ووترغيت»، أو قضيّة زرع الميكروفونات الشهيرة في مكاتب جريدة «الكانار انشينيه» الساخرة في فرنسا السبعينيات.”
تزامناً، هاجم الصحافي إبراهيم الأمين بشدة الوزير باسيل على خلفية ادائه في السلطة وقال لقناة ” الجديد” إنه ” فالت على نفسه دون أي رادع وهذا لا يجوز”. ودعا الأمين السلك الدبلوماسي إلى عدم السكوت على ممارسات باسيل الأمنية والسلطوية، مبدياً التخوّف من عقلية باسيل في ممارسة الحكم خصوصاً أنه مرشح جدي لرئاسة الجمهورية.
المصدر : القدس العربى
0 comments:
إرسال تعليق