كتب : حافظ الشاعر
والى القضايا الدينية، التي تكثر في رمضان، بسبب تخصيص كل صحيفة صفحة أو أكثر لها، ففي صفحتي «أنوار رمضان» في «الأهرام»، التي يشرف عليها زميلنا عصام هشام، قال زميلنا خالد أحمد المطعني عن الفقه أيام الرسول، وما قاله هاني ضوة، نائب المستشار الاعلامي للمفتي: «لم تكن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مدارس فقهية بشكلها المتطور المعهود، وكانت اجتهادات الصحابة الكرام محدودة لاعتبار وجود النبى صلى الله عليه وسلم كما أن فقههم كان منضبطًا بالضبط النبوي، فقد تلقوا فقههم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتتبعوا ما جاء عنه من أقواله وأفعاله وتقريراته، بل ويوضح لهم ما يمكن أن يستعينوا به في اجتهادهم، فالصحابة رضوان الله عليهم، لم يكن دورهم مقتصرًا على نقل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط، والأخذ بظاهر النصوص، بل كانت لهم اجتهادات وفق ما فهموه من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتفسيرات القرآن الكريم ومعايشتهم لأسباب نزول الآيات، وقد برز بين الصحابة – كما يوضح هاني ضوة، نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية – فقهاء لهم اجتهاداتهم ومدارسهم، منهم ابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل. ولم يكن ذلك مقتصرًا على الصحابة من الرجال فحسب بل الصحابيات كذلك، كان منهن أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها، التي لها استدراكات على بعض فتاوى الصحابة، وكذلك أم سلمة وزينب وميمونة رضوان الله عنهن، والسيدة صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وأسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما والحولاء بنت قويت وأم الدرداء، التي روت علماً جمّاً عن زوجها أبي الدرداء، حتى أن عدد الصحابيات اللائي قمن بالفتية بلغ «ثلاثين» صحابية، ويمكن القول إن مدارس التفكير الفقهي لم تكن وليدة المصادفة أو إنها ظهرت قبل ظهور المذاهب الفقهية، فهي بدأت معالمها في الظهور منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقر منهجها، وهما مدرستان: الأولى، حينما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاذا إلى اليمن، قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا في كتاب الله؟ قال أجتهد رأيى ولا آلو؟ فضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صدره وقال: الحمد لله الذى وفّق رسول رسول الله لما يُرضي رسول الله فأقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا إعمال النص والاجتهاد فيه والاجتهاد كذلك بالقياس إذا لم يوجد نص صريح في مسألة محددة واعتماد مقاصد الشريعة الكبرى والقرائن المصاحبة للنص المحدد للمسألة حتى لو كان المقصود من هذا النص بعيدًا عن ظاهر لفظه.
المصدر: القدس العربى
0 comments:
إرسال تعليق