اليوم تبدأ مفاوضات السلام طبقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو مقترح مختلف جدًا عما وافق عليه رئيس وزراء مصر ووزير خارجيتها، حين عرضة ترامب على المسئولين العرب والمسلمين، طبقًا لما صرح به وزير خارجية باكستان، حيث تم تعديله بعد لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
المفاوضات ستقام في مصر وبرعاية مصر، مما يعنى أن مصر
ستكون المفاوض العربي الوحيد، في غياب أية أطراف عربية أخرى، وهو ما يوجب عليكم
باعتباركم مصريًا أن ترفضوا أية تعديلات على المقترح الذي تمت الموافقة عليه قبلا،
وأن تصروا على وقف فوري كامل لإطلاق النار، مع تعهد أمريكي مسجل بانسحاب جيش
الاحتلال من سائر أراضي غزة قبل تسليم أسرى العدو، فالأسرى الصهاينة الضمانة لعدم
خرق نتنياهو للإتفاق، وتعلمون سيادتكم أن هذا الشخص لا عهد له ولا ذمة، وأنه متى
تسلم الأسرى سيخترع ألف سبب لإعادة قصف غزة واحتلالها.
سيادة الرئيس لقد كانت قضية فلسطين دومًا قضية مصر
الأولى، وفقدت مصر آلآفا من أبنائها دفاعًا عن هذه القضية، ونحن سنجلس مع عدو ماكر
لا يفي بالعهود لكنه يخشى القوة، لذا علينا ألا نلين في تعاملنا معه، علينا أن
نعرّفه أن أمن غزة من أمن مصر، وأن تراب غزة لا يقل قيمة عندنا عن تراب مصر، وأن
مصر لن تسمح بأي اتفاق ينتقص من سيادة السلطة الفلسطينية على غزة، فغزة جزء من
فلسطين، ولا مكان فيها لقوات احتلال، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي جادًأ
فعلًا في طلب السلام، فليوقف نيرانه الغاشمة، وليسحب قواته خارج حدود غزة.
سيادة الرئيس أن ما يزيد على مليوني غزاوي تشرأب أعناقهم
نحو مصر، آملة أن تحقق مصر القوية آمالهم في الحرية والأمن والحياة الكريمة،
ودورنا كمصريين أن نسهم بقوة في تحقيق هذا الهدف، وهو هدف يتوق له كل حر على ظهر
الأرض عربيًا أو غير عربي مسلمًا أو غير مسلم، تشهد بذلك المظاهرات التي تعم
العالم دفاعًا عن قضية فلسطين ورفضًا للعدوان الغاشم على غزة.
سيادة الرئيس أن المفاوض المصري يقف اليوم على مفترق
طرق، وعليه أن يثبت للعالم أن مصر القوية لا تتهاون في حقوق أشقائها، وأن المفاوض
المصري في دفاعه عن الحق، لا يقل شراسة عن الجندي المصري الذي انتصر في حرب أكتوبر
المجيدة.
سيادة الرئيس أنتم اليوم في موقع مسئولية، مسئولية
سيتحدث التاريخ غدا بالسلب أو الايجاب، فلتحققوا آمال أخوتنا الفلسطينيين، ولتكن
تعليماتكم لمفاوضينا أن ينظروا إلى أرض غزة، كما ينظرون إلى أي بقعة أرض مصر، وألا
يقبلوا أية تنازلات عن حقوق أخوتنا الفلسطينيين، فقد آن لهذا الشعب العظيم أن يحظى
بحريته واستقلاله.
سيادة الرئيس غزة أمانه في رقابنا جميعًا، فليف مفاوضينا
الأمانة قدرها.

0 comments:
إرسال تعليق